عام على الثورة السورية

لا يسعني إلا أن أقف تحية إكبار وإجلال للشعب السوري الذي انتفض على العبودية والذل والإهانة والسجن الكبير.

عام مر والشعب السوري مصمم على نيل حريته وكرامته رغم استشهاد وجرح واعتقال وتشريد مئات الآلاف من أبنائه.

عاشت سوريا أربعين سنة أسيرة الحزب الواحد، وثلاثين سنة أسيرة عائلة الأسد.

كان السوريون يجبرون على رفع شعار "نعم إلى الأبد يا حافظ الأسد"، لكن القدر استجاب إلى ما يبطن الشعب لا ما يعلنه، فمات حافظ، ليخلفه ابنه بشار (أنجب ولدا أسماه حافظ)، والتقدم الوحيد الذي أنجزه الابن هو تغيير الشعار ليكون "الله سوريا بشار وبس".

قرر السوريون تعديل الشعار ليكون " الله سوريا حرية وبس". فجن جنون النظام، وقابلهم بالحديد والنار، والقصف والتقتيل والتشريد. فقرر الشعب إسقاط النظام بأي ثمن.

لنعود عاما إلى الوراء، ولنتذكر تفاصيل طوتها الأحداث الجسام.

عشرات الشبان خرجوا في مسيرة صغيرة من المسجد الأموي بسوق الحميدية يطالبون بالحرية.

أطفال يلهون في درعا كتبوا على جدران مدرستهم: الشعب يريد إسقاط النظام.

أجهزة الأمن في درعا تعتقل الأطفال وتروعهم وتعذبهم.

أهالي الأطفال يطالبون بأبنائهم المعتقلين، فيقول لهم مدير الأمن هناك (قريب لبشار الاسد): انسو ان لكم ابناء، خلفوا غيرهم، وإذا لم تستطيعوا هاتوا نسوانكم واحنا بنتكفل في الامر.

بالطبع بالنسبة للرئيس السوري ونظامه الأمني، فإن اعتقال أطفال وتعذيبهم وقلع أظافرهم، وإهانة ذويهم بتلك الطريقة، أمر عادي جدا، تمارسه أجهزته الأمنية كل يوم بحق الشعب السوري المظلوم.

انتفض أهالي درعا، ورفضوا إهانة مدير الأمن، وأمهلوه أياما لإطلاق سراح أطفالهم، وهو ما لم يحدث، فانطلقت المظاهرات تطالب بالحرية والكرامة، ورفعوا شعار "الموت ولا المذلة"، فقوبلوا بالرصاص والاعتقال.

حوصرت درعا وجوعت، وقصفت بالدبابات، فتضامنت حمص وحماة وادلب والقامشلي ودير الزور مع مدينة درعا، وطالبوا بالحرية والكرامة.

لم يستطع النظام احتواء الموقف، وتعامل مع الأمر بكثير من السخرية والاستهزاء، ولم يعترف بوجود أية أزمة، وواجه الاحتجاجات بمزيد من القمع والرصاص، وهي اللغة الوحيدة التي يعرفها.

بعد سقوط مئات الشهداء، طالب الناس بإسقاط النظام، ورفض عديد من أفراد الجيش إطلاق النار على إخوانهم المدنيين، فظهرت ظاهرة الانشقاق عن الجيش.

ما الذي سيفعله الجندي المنشق، فهو إن بقي في كتيبته ورفض أوامر إطلاق النار، حوكم محاكمة عسكرية، وربما رمي بالرصاص، وهو إن هرب فإنه سيلاحق حتى يتم القبض عليه، فقرر بعضهم الهروب وتشكيل كتائب لحماية أنفسهم، ومواجهة جيش الأسد، وبعد تزايد أعداد المنشقين، قرروا إيجاد مهمة لهم، وهي حماية المدنيين العزل والمتظاهرين السلميين من قمع النظام.

هكذا بدأت الثورة، وهكذا صمدت أمام قوة غاشمة عاتية، ولم يبق سوى أن نراها منتصرة قريبا بإذن الله.

عام على الثورة السورية: قليل من الأمل.. كثير من اليأس والقتل -

* ماذا حدث لِ ” بشار الأسد ” :
- بعدَ عــامٍ من .. قلع الأظافر .. وقتل الأطفال في المخافر
- بعدَ عــامٍ من .. قصف المساجد .. والكنائس والمعابد
- بعدَ عــامٍ من .. إهانة السوريين .. والدوس عليهم مكبّلين .. صغار ومسنين
- بعدَ عــامٍ من .. إعتقال الآلاف في المدارس والملاعب على يد العلويين
- بعدَ عــامٍ من .. الثورة التي كانت سلمية .. لا تعرف الطائفية .. حتى أُدميت سورية
- بعدَ عــامٍ من .. وضع الرجال في معامل السكر داخل فرامات جسر الشغور ..
- بعدَ عــامٍ من .. الموت دون أن نعرف القبور .. حين الشعب يثور .. تحت الثلوج شهور
- بعدَ عــامٍ من .. الظلم يا شعبي المقهور .. المبتور .. ويا بلدي المهجّر والمهجور
- بعدَ عــامٍ يابن المقبور
- بعدَ عــامٍ من .. الدماء .. وقطع الماء والكهرباء … دون حياء .. لأيام وشهور